محامل فلاش لنتشيط حصص الحوار المنظّم : ميثاق القسم

ليس النّشاط المدرج بجدول توزيع برنامج اللّغة العربيّة تحت عنوان "الحوار المنظّم" مجرّد حصّة تنضاف لدعم النّشاط اللّغوي من حيث الحجم الزّمنيّ والمضمون المعرفيّ، بقدر ما هو تصوّر جديد للنّشاط اللّغوي في علاقته بالفعل التّربوي في أشمل مظاهره وأوسع معانيه، حيث تتجاوز حصّة الحوار المنظّم المألوف من مشاغل النّشاط اللّغوي في أبعاده التّعليميّة لتوفـّر فضاء أرحب ووضعيّة أنجع لتدريب المتعلّم على الممارسة الفعليّة لقواعد التّعامل مع غيره من خلال ما تتيحه هذه الحصّة من فرص متعدّدة ووضعيّات تواصل متنوّعة للحوار المنظّم بكيفيّات تساعد على الممارسة الفعليّة لما يستدعيه التّحاور مع الآخرين من ضوابط أخلاقيّة واجتماعيّة ومقاميّة تعتبر الأساس الضّروري لتوازن الشّخصيّة. كما توفـّر هذه الحصّة فرص التّدرّب المنهجيّ على إبداء الرّأي دون تعصّب أو تحجّر، مع التّمرّس بما يتطلّبه الاستدلال من صرامة المنهج وما يستوجبه الإقناع من قرائن وحجج أساسها موضوعيّة الرّأي ووجاهة البرهان، وكلّها أبعاد ضروريّة لبناء الكفايات الأفقيّة ودعم القدرة على إنمائها باعتبارها الشّرط الضّروري لضمان استقلاليّة المتعلّم وقدرته على العيش مع الآخرين، إضافة إلى ما توفـّره من مسالك تدريبيّة داعمة لتنشئته على المواطنة.

ولمّا كانت لحصّة الحوار المنظّم هذه المكانة يغدو من الضّروري أن يعمل المدرّس على تخيّر ما يناسبها من الأساليب والمحامل التّربويّة البيداغوجيّة وذلك على نحو يساعد على تأمين ما يلي :

·        اعتماد أساليب تنشيطيّة كفيلة بتمكين جميع المتعلّمين من المشاركة في عمليّة الحوار دون تمييز أو إقصاء.

·   الوصول بالحوار إلى غاياته القصوى مع الفسح في المجال لمختلف وجهات النّظر وتقبّل كلّ الآراء دون صدّ أو تبخيس...

·   التّلازم بين الحوار والفعل، بما يؤهّل حصّة الحوار المنظّم لأن تكون فضاء لمناقشة مختلف المشاريع المزمع إنجازها (الهدف من المشروع / مراحل الإنجاز / توزيع الأدوار / المتابعة...) وذلك بهدف تجنّب وضعيّات الحوار اللّفظي المجرّد وغير المستند إلى محامل واقعيّة أو سياقات نابضة بالحياة، ذلك أنّ الحوار المنسكب في مسابك الفعل والمنفتح على مسالك التّوظيف يعتبر أنجع السّبل للتّدريب على العيش الجماعي.

·   تنويع منطلقات الحوار واختيار ما كان منها أكثر دلالة بالنّسبة إلى التّلاميذ وأشدّ التصاقا باهتماماتهم وأكثر ارتباطا بمحيطهم المدرسي والاجتماعي حيث يمكن لمواضيع من قبيل :

ü     حقوق الطّفل وواجباته داخل المدرسة ومظاهر تفعيلها

ü     مظاهر الاحتفال باليوم الوطني للتّضامن

ü     مشروع القسم (أو أيّ مشروع آخر اتّفقت مجموعة القسم على إنجازه)

ü     الإسهام في تجميل المدرسة والمحافظة على نظافتها

أن توفـّر منطلقات جيّدة لحصّة الحوار المنظّم.

 

ومهما يكن الأسلوب التّنشيطي المعتمد، ومهما تتعدّد المحامل وتتنوّع المنطلقات فإنّ تحقّق المقاصد المراد بلوغها من خلال هذه الحصّة يبقى رهين مدى نجاح المربّي في الارتقاء بنشاط هذه الحصّة إلى المرقى الّذي تغدو معه مشاركة الطّفل في الحوار تعبيرا مسؤولا عن الرّأي، وقبولا واعيا للرّأي المخالف، واحتراما لا مشروطا لحقوق الآخر وَلِمَا يمكن له أن يقدّم من إضافات، والتزاما بالمشاركة في العمل الجماعي، وانخراطا في مسالك الفعل طبقا لما تحتّمه مقتضيات التّعايش مع الآخرين وتقتضيه مستلزمات المواطنة...